البيان الختامي
في ختام أعمال المؤتمر العلمي السنوي "سيادة القانون في ليبيا - التحديات والحلول"، الذي نظمته كلية القانون بجامعة مصراتة خلال يومي 24-25 من شهر صفر 1445 ه، الموافق لل 9-10 سبتمبر لعام 2023م، والذي انعقد في زمن تعيش فيشه بلادنا وقتا عصيبا يسود فيه مبدأ القوة لا مبدأ سيادة القانون، مما صنع أزمة قانونية معاشة وجب التصدي لها.
وإيمانا منا بأن السلطة في دولة المؤسسات والقانون تقوم على سيادة القانون، وترتبط به، وهو ما يشكل في نظرنا تمكينا للسلطة، لا قيداً عليها، لأنها تحقق ثقة الناس فيها،وتدعوهم إلى الشعور بالأمن، الذي لا تجد السلطة في أي مجتمع مبرراٌ لوجودها إلا بتحقيقه.
وحيث إنسيادة القانون تنبعث من الحقوق الفردية،وتضمن حماية متساوية للجميع، وتحقق سلاما دائما في ربوع بلادنا الحبيبة، فإننا ومن خلال الأوراق العلمية التي تم عرضها في هذا المؤتمر، وكذلك المناقشات التي دارت في شأنها،من أجل إيجاد دورإيجابي في تعزيز سيادة القانون وإنفاذه،فإننا نوصي بما يأتي:
- أولاً: إنجاز الاستحقاق الدستوري، وحل عقبات مساره من أجل تحقيق أولويات سيادة القانون، وإيجاد وثيقة حاكمة توضع وفقا لها كافة القوانين.
- ثانياً : تهيئة املنظومة التشريعية، وصقلها، وجعل كل ما يصدر عنها معبرا عن القيم الدينية، والأخلاقية للمجتمع الليبي، وإزالةالتعارض بين القواعد القانونية،وسد الفجوات بينها وبين واقع تطبيقها.
- ثالثاً: حث المشرع الليبي على الاضطلاع بمهامه في إصدار التشريعات اللازمة لتنظيم مؤسسات المجتمع المدني، والتقيد بالمعايير المتعارف عليها بالخصوص.
- رابعاً: العمل على إصالح المنظومة القضائية وفقا للمبادئ المستقرة والمتعارف عليها عربيا ودوليا،وأن يضع القضاة مبدأ سيادة القانون نصب أعينهم،وأن يحموه،ويضعوهم وضع التنفيذ،وأن يحافظوا على استقلاله، ويقاوموا أي مساس بهذا الاستقلال.
- خامساً: إن خضوع مؤسسات الدولة للقانون،وإعطاء الحق للقضاء في مراقبتها، يعد من صميم دولة القانون، فيجب أن تكون هناك رقابة قضائية فعالة على هذه الأعمال حدا من مظاهر الفساد.
- سادساً: مأسسة الأمن والدفاع بحيث يكونا معززين لسيادة القانون، والحفاظ على الحقوق،وصيانة ممتلكات الوطن والمواطن، والتأكيد على التعاون بين هذه المؤسسات والمؤسسات المدنية، فكلاهما مكمل لآلخر.
- سابعاً: الحد من الحصانات التي لا تستقيم مع مبدأ المساواة أمام القانون؛ لما فيها من توسيع لنطاق الأفعال التي لا تخضع لرقابة القضاء،وتشكل خرقا لمبدأ سيادة القانون.
- ثامناً: تكثيف الجهود لكافة املؤسسات التعليمية واالجتماعية، والتنظيمات المهنية، ومؤسسات المجتمع المدني لنشر
ثقافة سيادة القانون،وذلك من خلال كافة الوسائل المتاحة، لزيادة الوعي بهذا المبدأ.
- تاسعاً: ضبط ممارسات بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بما يتناسب مع مهامها،دون المساس بهوية وقيم المجتمع الليبي
وسيادته،ودون التدخل في شؤونه الداخلية.
- عاشراً: رقمنة العمل الحكومي والقضائي بما يضمن المساواة أمام القانون،وتحقيق الشفافية،ومحاربة الفساد برقمنة الحصول على الخدمات الحكومية المختلفة، وكذلك إتاحة رفع الدعاوى القضائية،ومتابعة سيرها رقميا.
- الحادي عشر: على كليات القانون أن تلعب دورا بارزا في نشر الوعي الأكاديمي والإجتماعي بأهمية سيادة القانون، من خلال تدريس "حكم القانون" ضمن البرامج الأكاديمية بها، والحرص على التعليم القانوني الإكلينيكي القائم على تعزيزحكم القانون، بالمشاركة مع الجهات المعنية.
- الثاني عشر: إطلاق مشروع وطني يعمل على تنقيح القوانين والقرارات التي تسمح بالإفلات من العقاب، بالشراكة بين كليات القانون والمؤسسات التشريعية.
وفي سبيل ذلك فإن كلية القانون بجامعة مصراتة تعتزم خلال العام القادم 2024م إقامة ما يلي:
-
ندوة علمية قانونية موسعة بشأن تطوير مناهج كليات القانون، بما يخدم مبدأ سيادة القانون،ويعزز ثقافته،وبما يواكب التطورات العلمية في هذا المجال.
-
مؤتمر علمي عن (سيادة القانون والهجرة غيرالشرعية - مخاوف الداخل، وضغوط الخارج)، يبحث هذا الموضوع من كافة جوانبه، وموقف التشريعات من ذلك.